بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
لكل متزوج أو مقبل على الزواج
بداية : بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينك وبين زوجتك في خير , ورزقكما الله عن قريب – بعد الزواج - ذرية طيبة تكون عتقا لكما من النار , وبارك الله لك في أهلك ودارك ومالك وكذا في أولادك وبناتك , آمين .
ثم أقول :
1 - المرأة تحب من الرجل – خاصة إذا كان زوجا - :
ا- أن يحضر لها هدية بين الحين والآخر ولو كانت رمزية , لأن مثل هذه الأشياء تفرح المرأة كثيرا .
ب - أن يطلب نصيحتها ومشورتها في بعض مشاكله , وأن يأخذ بها أحيانا , أي عندما يقتنع بها .
2- عليك أن تحرص على معاملة زوجتك وكأنك تلتقي بها لأول مرة , وعليك أن لا تنام على مشكلة دون الوصول إلى حل لها أو اتفاق معها بشأنها , وأن تتفادى الثورة المجنونة معها خاصة إذا كانت هي كذلك غضبانة , وأن تحترم كل الإحترام حياة زوجتك الخاصة .
3-كن أكثر فهما - عموما - لشخصية زوجتك , وكن كذلك أكثر قدرة على التنبؤ بما ستفعله زوجتك في ظروف معينة .
4- مما يعينك على أن تكون في المستقبل سعيدا مع زوجتك :
ا- الخطبة من قوم تعرفهم أنتَ .
ب- أن تكون زوجتك من طبقة اجتماعية واقتصادية وثقافية مثل طبقتك أنت أو قريبة منها .
جـ- أن لا يكون مستوى زوجتك الثقافي أعلى من مستواك أنتَ .
د- أن لا تطلبَ الجمالَ في المرأة كشرط لازم وكافي .
هـ- أن لا تكثرَ من زيارة أهل زوجتك بعد الزواج , حتى تبقى المودة ويبقى الاحترام متبادلا بينك وبينهم , ومن ثم بينك وبين زوجتك .
و- أن تُرِيَ لزوجتكَ من أول يوم في الحياة الزوجية أسوأ ما عندكَ ( بعيدا عن الحرام ومخالفة الدين بطبيعة الحال ) كما يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله , حتى إذا قبِلتْ مضطرة بك وصبرت محتسبة عليكَ , تـعود أنتَ فتُريَـها أحسنَ ما عندكَ من خلق وأدب ومعاشرة طيبة , فتفرحُ الزوجة بذلك فرحا شديدا وتحس وكأنها تزوجت بك من جديد , فتُقبل على زيادة الإحسان إليكَ وزيادة خدمتكَ , وستصيران بذلك كلما زادت الحياة الزوجية يوما كلما زادت سعادتكما قدرا ملموسا بإذن الله تعالى .
ي - أن تترك المرأةَ وشؤونها الخاصة بها من ترتيب الدار وتربية الأولاد , وأن تترك هي لكَ - في المقابل - ما هو لك من الإشراف والتوجيه .
وأخيرا أن لا تكتم أمرا مهما عن زوجتك , وأن لا تكذب عليها إلا فيما يجوز لك شرعا أن تكذب عليها .
5- دور كل من المرأة والرجل كبير في استقرار الحياة الزوجية , ومنه فلتعلم أيها الزوج أن الحياة الزوجية يجب أن تقوم على التفاهم والتعاون لا على الخصومة والمشاكسة والكيد .
6- عليكَ أن تُعوِّد نفسَكَ على الاندفاع من تلقاء نفسكَ ( ولوجه الله أولا وقبل كل شيء ) من أجل خدمة زوجتكَ والإحسان إليها من غير انتظار لطلبِ ذلكَ منها أو من غيرها .
7- وعليكَ أن تبتسم في وجه زوجتكَ باستمرار , وأن تزيل عنها- عند رجوعكَ للبيت - البعض من متاعبها بالكلام الطيب وبالود الصادق , كما يُـطلبَ منها هي كذلكَ أن تفعل ذلك معكَ .
8- وعليكَ أن تعتني كثيرا بالنظافة : في بدنكَ أو لباسكَ أو ... وعليكَ بخصال الفطرة من سواك وتقليم أظافر ونتف إبط وحلق عانة و ... ولا تنس أن المرأة كذلك تحب أن ترى زوجها على أحسن صورة وهيئة , ولا تنس كذلك أن على الزوجين أن يتزين كل واحد منهما للآخر .
9- حاول ما استطعتَ أن لا تقاطع زوجتكَ وهي تتحدث معك مهما لم يعجبك كلامها , وأن لا ترفع صوتك كثيرا في وجهها . وإذا ما فعلتَ ذلك فلا بأس أن تسارع بالاعتذار إليها , واعلم أنه ليس في ذلك أي عيب .
10- عليك أن لا تتحدث عن زوجتك بسوء خاصة أمام أقاربها , وعليك كذلك أن تتجنب السخرية منها , لأن ذلك سيفقدكما الاحترام والتقدير بينكما , وقد يؤدي في النهاية إلى إثارة الشحناء والبغضاء بينكما .
11- ليكن شعارُك مع زوجتك قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) .
12- تعامل مع زوجتك تعاملا مبنيا على تقدير ظروفها , وقبول العذر منها , وحسن الظن بها , والتماس الأعذار لها .
13- إذا رأيتَ زوجتك غاضبة , فعليك أن ترضيها ولو بين الحين والآخر ( بعيدا عن ابتغاء مرضاتها وكذا بعيدا عن معصية الله منك أو منها ) . هذا مع ملاحظة أن الشرع طلب من المرأة أن ترضيَ زوجها أكثر مما طلب من الرجل أن يرضي زوجتَه .
14- عليك أن تعامل زوجتكَ معاملة طيبة , ولتـعلم أنه من الصعب جدا أن يجتمع في قلبِها حبُّها لك من جهة وصبرٌ على ظلمك لها من جهة أخرى .
15- الزواج تحمل ومسؤولية وقيام على شؤون الأسرة والبيت والزوج والأولاد , لذا فإن عليكَ أن تهيئ نفسكَ لذلك قبل الزواج , فإذا أنِستَ من نفسكَ قدرة على ذلك فأقبل على الزواج واطلب العون من الله والتمس الخير والبركة من الله .
16- عندما تتزوج عليك أن تحرص على أن تبدأ حياتك الزوجية من اليوم الأول بالحلال - ابتداء من الخطبة والعقد والزواج - ولا تعتذر على أنك مغلوب على أمرك , فأنت قادر على أن تبدل الكثير الكثير بإذن الله , من السيئ إلى الحسن أو من الحسن إلى الأحسن .
17- إذا أرادت الزوجة أن تجرك إلى النار فكن أقوى منها في جرِّها إلى الجنة باسم الله , ولا تقبل ولو تحت أقسى الظروف الانسياق معها إلى المعاصي , فإن شفيعك غدا هو عملُك ومواقفُك وجهدُك لا الزوجة ولا الأولاد . واعلم أنك مسئول عند الله يوم القيامة عن نفسك وعن أهلك كذلك " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا " .
18- كن للزوجة كالضمير تؤنبها على المعاصي وتشجعها على الطاعات , وتوقفها - ولو بالقوة - إن تعدت ( وأصرت على التعدي ) على حد من حدود الله تعالى بطريقة أو بأخرى .
19- لا تتدخل في كل صغيرة وكبيرة من أمور الزوجة … واعلم أنه لكل إنسان حريته وقضاياه الخاصة به . لذا عليكَ ألا تصادر حريتها ولا تفسد عليها قضاياها .
20- إذا وقع بينك وبين زوجتـك شقاق أو نزاع فبادر إلى الصلح معها , ولا تترك ذلك للغد بل أصلحه قبل النوم , فإنكما لا تدريان أيعيش أحدكما للغد أم لا ؟.