[b]أحقا لا يهزم امرأة إلا امرأة اخرى؟؟؟
إنقضى الليل وجاءت تباشير الصباح تحمل ماكان من أرق ومعاناة.. ازالت الغطاء عنها.. تحسست الطرف الآخر من السرير.. كان كما هو لا أثر لحرارة جسد أو رائحة نفس.. نفضت نفسها وقامت من الفراش باحثة عن وقع خطوات أو أثر لمفتاح في أكرة الباب.. او حتّى صوت لوقع أقدام على الدرج أو في طرقات الحي.. كلها كانت تردد الصمت والسكون.. وكلها كانت تنبىْ برحيل لم يكن يخطر يوما" ببالها..
فهل غيبّت مصابيح اللّيل وضجيج العربات من تخاله نصفها الآخر؟؟ وهل يكون قد نسي العنوان وآوى الى ركن من أركان التارخ ليخط في زاوية من زواياه بعض ما يعاني؟؟
وحيداً كان في طفولته ووحيداً كان في شبابه الى ان التقته فأمتزجت الأحاسيس في شرنقة الزواج الذي تمّ ولم يتم.
دائم الهرب والشرود مع خياله وأوراقه.. دائم الأنتظار لوعد لم يأت يوما".. ودائم الرسم على جدار في افق لم يتحدد معالمه بعد..
ما الذي يجبرها على البقاء؟! ما الذي يجبرها على الإلتزام بميثاق وقعته طوعا" وتريد التنصل منه الآن إلاّ الحب؟؟؟
بأعذارها الكثيرة قبل ان توقع الميثاق وافق بمحض ارادته,, رغم يقينه انّ السقف الذي سيجمعهما كفيل أن يغير كل شيء لاحقا".. فقد كانت انسانة حالمة جدا" ومقتنعة تماما" ان الإرتباط والزواج يفقد الحب معناه ويصبح له لون آخر وطعم آخر غير الذي تريد.. وافقها على ما ابتغت وأرادت.. ولكن هل يستطيع هو أن يحيا حياته كما ابتغت هي وشاءت؟؟
ارادها زوجة وحبيبة وأرادته حلما بعيد المنال.. حقق لها ماشاءت ولم تحقق له شيئا" مما أراد.. فهل تدوم اللحظات الرومانسية كثيرا" وإلى ابعد مما تظن؟
خرجت باحثة عنه.. ولكن اين؟؟ ذهبت إلى كل العناوين وسألت عنه الأصدقاء .. وذهبت الى مكان عمله مرّات ومرّات كأنه كان يتعمّد ان لا يكون هناك.. الى ان وجدته يوما".. دخلت مكتبه ذابلة كمن هدها الترحال والقت عليه التحية بلهفة من فقد عالمه كله ولم يبق أمامه سوى هذا العالم الصغير .. المكتب و..هو.
سألته بنفس هزيمة منكسرة اين كنت وأين قضيت الليل بعيدا" عن فراشك؟؟ أين كنت طوال هذه المدة وأنا أبحث عنك ؟؟؟
بكل بساطة أجاب – وكان قد أخفى في أعماقه ماأصابه من إحباط حين رآها على هذه الحال - كنت في بيتي الثاني وعند زوجتي الثانية.
: منذ متى وأنت متزوج من اخرى؟ فأنت تبيت كل ليلة معي في نفس البيت ونفس الفراش؟ إذن أهذا هو سبب شرودك المستمر؟ قالتها وكأن حالة من الهزيمة تشدها لتصبر لا لتتهاوا وتسقط..
: ( ليتها تعرف سبب شرودي المستمر؟) معك وجدت الحب الذي أحلم به ومعها وجدت الأبن الذي أرجوه فلماذا انت منزعجة ومنهارة؟ هل قصّرت معك يوما"؟؟
: ابهذه البساطة تتكلم وكأني لا أعني لك إلاّ مجرد حبيبة ؟؟ أليست هذه خيانة؟ ماذا تسمي ذلك إذن؟؟ من هي؟ وأين هو ابنك؟؟
: اسميه واقعا" وحقا" من حقوقي .
: وأين حقي عليك إذن؟
: اعطيتك وأشبعتك كلاما" كله غزل وعواطف ومشاعر وأنت بادلتني نفس الأحاسيس ولكن الرجل يريد إمرأة كاملة.. يريد زوجة بمفهوم الزوجة.. فمن تعطي الحب ولا تستطيع أن تكون زوجة سهل استبدالها بمن تعطي الأثنين معا"..
: وماذا سيكون وضعي معك الآن؟؟ لم لم تحاول ان تقنعني بما تريد لكنت لك كلّ ما تريد؟؟
: هذا كان شرطك ورغبتك وأنا احترمت هذه الرغية.. الرجل منّا ليس بحيوان أو همجي حتى يجبر المرأة على أمر لا تريده.. وأنا لن أضيع رجولتي للأبد لمجرد رغبة تمليها عليّ ايّ امرأة حتّى لو كانت أنت..
: أفهم من ذلك انك لن تعود لي بعد الآن؟
: من قال ذلك؟ انا أحبك ولكن بنفس الطريقة التي تحبيني بها.. وأعذريني لأني لن أستطيع الأقتراب منك إن كان هذا ما تلمّحين له.. سنبقى كما كنّا مجرد اثنين محبّين إلى أن يأتي اليوم الذي تتنازلين به عن شروط ميثاقك.. وتأتي وتخبريني بذلك .. حينها إن كان هناك متسع لك في حياتي كزوج ستكوني الزوجة الثانية إن شئت.
: خرجت راحلة مهزومة.. تعصف برأسها امورا" كثيرة وأسئلة كثيرة.. تتساءل ألست انثى كباقي الإناث على وجه الأرض؟؟ الست زوجة بكل المعايير التي أوجدتها الطبيعة؟؟ لماذا تركته كالماء يهرب من يدي إلى امرأة اخرى؟؟ متى كان يزورها ؟؟ ومتى كان يمارس طقوسه الوجية بعيدا" عني؟؟ متى؟؟
هل تهزم المرأة امرأة أخرى في حياة رجلها؟؟
سؤال استفاقت عليه.. ربما لم يكن قد فات الأوان لتعلن استسلامها له...
عادت اليه وأقرت بكل اللغات انها رهن إشارته .. خسارتها له تعني لها الموت البطيء...
كم كان فرحا" بعودتها وكم كان فرحا" أن يحقق حلم حياته بإنجاب أطفال منها.. لم يحب إمرأة في العالم مثل ما أحبها وصبر عليها..
وكانت كلها كذبة وأختبار...ليرى إن كانت ستبقى على مبدأها؟؟
ألم تحس يوما" أنّ هذا الرجل يحتاجها بكل مافيها من انوثة وبكل ما لديه من رجولة؟؟
لم يمض زمن طويل لتعترف له أنها الآن اسعد من أيّ وقت مضى وأنّ الأمومة تاج لهذا الحب الذي يحمله كلاهما للآخر...
ومضى الزمن.. ومازال يحبها ويفرش لها الأرض كلّ يوم بأزهار الياسمين لتسير عليها , أو يكتب لها عبارة جميلة على المرآة لتقرأها يعترف كم هو مدين لها في كل لحظة انقضت وستأتي.... وما زال يذكّرها بين حين وآخر هل من الضروري أن تكون هناك إمرأة أخرى لتحسي بعذابي وشوقي لك؟؟وما زالت تبتسم في وجهه خجلا" وندما" على عمر أضاعته بلاهتها بحثا" عن رومانسية لم تحس بها الاّ بعد ان اتحدت روحاهما والتحما معا" للأبد.
روبي[/b]